خلال الاشهر الماضية انتشرت دراسات حول الاتجاهات العالمية في التوظيف واستقطاب المواهب. الدراسة اوضحت ان الاستقطاب والتوظيف يتم حاليا بنسبة 80% تقريبا عن طريق شبكة العلاقات Networking. هذه الدراسة صدرت من موقع LinkedIn  ومن مصادر أخرى مثل شبكة ABC  وغيرها. الدراسة هذه صحيحة ويتفق معها غالبية العاملين في مجال التوظيف. للاسف البعض فهم هذه الدراسة بالخطأ مما سبب الكثير من الاحباط للباحثين عن العمل. البعض فسرها بأن المقصود بشبكة العلاقات هو ” الواسطة” مع ان هذه الدراسة عالمية. لا أحد ينكر دور الواسطة في بعض المجتمعات انما يستحيل أن تصل النسبة الى 80% خاصة اذا كانت الدراسة عالمية.

إطلعت على دراسة قديمة كانت نتيجة استبيان تم اجراؤه في الولايات المتحدة، حيث تم سؤال عدد كبير من أصحاب الاعمال ورؤساء الشركات عن الوسائل التي يستخدمونها لاستقطاب المواهب. وكانت النتيجة كالتالي :

  1. ترشيح من شبكات العلاقات في الاعمال ( أشخاص بينهم علاقة في العمل )     77%
  2. ترشيح من شبكات العلاقات الخاصة ( زملاء او أصدقاء)                         77%
  3. استخدام جهة توظيف خارجية                                                         65%
  4. استخدام باحث توظيف                                                                47%
  5. استخدام مسؤول توظيف داخلي                                                      24 %

ربما تختلف النسب من بلد لاخر ومن صناعة لاخرى. 

لتوضيح كلمة Networking  أو شبكة العلاقات التي وردت في الكثير من الدراسات. المقصود بها الاشخاص الذين يعرفهم ويثق بهم صاحب العمل أو مسؤول التوظيف لترشيح أشخاص بناءا على معرفته بهم. في الغالب ينتهي دور هذا الشخص عند ارسال سيرة المرشح او أرقام التواصل به ولا يتدخل في قرار التوظيف.

السؤال : لماذا يلجأ أصحاب الاعمال او مسؤولي التوظيف الى شبكة العلاقات بدلا من الاعلان مباشرة واستقطاب أكبر عدد من المرشحين ؟

هناك عدة أسباب من أهمها:

  1. قلة الوظائف. وهذا لعدة أسباب من أهمها الوضع الاقتصادي عالميا الذي يعاني نوعا من الركود وكذلك ارتفاع نسبة الاعتماد على التقنية ( الاتمتة) بدلا من العنصر البشري. لذلك تبتعد الشركات عن الاعلان حتى لا تواجه بأعداد كبيرة من المتقدمين على وظائف محدودة مما يسبب ارباك لادارة الموارد البشرية أو التوظيف.
  2. يتم اللجوء للترشيح بدلا من الاعلان في الوظائف القيادية او الحساسة لتقليل نسبة الخطأ في التوظيف. وهذا يساعد في استقطاب أشخاص معروفين بكفاءتهم نظرا لأهمية هذه الوظائف.

في ظل هذا التوجه العالمي للتوظيف ما الذي يجب على طالبي العمل ؟

أولاً. بناء ملف شخصي قوي ومتكامل في منصات التوظيف العالمية وأهمها LinkedIn .  تتيح منصة LinkedIn  العديد من المزايا من أهمها سهولة بناء سيرة ذاتية متكاملة واضافة كافة المعلومات و طلب التزكيات Recommendations من أي شخص تربطه علاقة عمل او دراسة بصاحب الملف. كما تتيح هذه المنصة أضافة اي دورات او مهارات أو برامج تطوعية أو شهادات مهنية.  هناك الكثير من المصادر حول بناء الملف الشخصي بشكل احترافي في LinkedIn او غيرها من المنصات.

   مرجع مفيد في الاستقطاب والتوظيف

ثانياً: الحرص على بناء هوية شخصية احترافية في منصة LinkedIn. ويكون لك من خلال المساهمة في نشر المعلومات والمقالات في مجال التخصص، والمشاركة في التعليقات الهادفة وإعادة نشر كل مايفيد في مجال التخصص او المعرفة بشكل عام. منصة LinkedIn هي منصة توظيف وعلاقات مهنية وتدريب وتسويق وهذا ما يميزها عن شبكات التواصل الاجتماعي الاخرى. لذلك يجب الحذر من نشر المواضيع الهزلية او السياسية او الصور والتعليقات السلبية. بإختصار هي مرآة لصاحب الحساب ومدى احترافيته وجديته وكفاءته.

ثالثاً: عادة الترشيح لوظائف يتم من خلال شبكة العلاقات للباحث عن عمل بنسبة كبيرة وهذا ماذكر سابقا. يستطيع الباحث عن عمل بناء شبكة علاقات مهنية على منصة LinkedIn  حتى مع أشخاص لايعرفهم. ويكون ذلك بالبحث عن أشخاص مؤثرين في المنصة او مسؤولين في نفس مجال التخصص وإرسال طلبات اضافة لقائمة التواصل. وهناك يأتي أهمية التواصل بلباقة والاستئذان بإرسال السيرة الذاتية والشكر على قبول طلب التواصل والتهنئة في المناسبات او الانجازات وطلب المشورة. احيانا يتواصل طالب العمل مع عدد كبير ويستأذنهم في الاستشارة او ارسال السيرة الذاتية، وربما لا يتجاوب معه الا 10% ممن يتم التواصل معهم. أحيانا تكون هذه النسبة كافية لتحقيق الهدف.

رابعاً: حضور الفعاليات المتخصصة مثل الندوات والمؤتمرات والاشتراك في الجمعيات والهيئات المهنية والفرق التطوعية لبناء شبكة علاقات مهنية.

بعض الاحصائيات المهمة عن منصة LinkedIn

  • عدد المستخدمين أكثر من 500 مليون مستخدم حول العام
  • أكثر من 61 مليون شخص مؤثرفي المنصة . حوالي 40 مليون شخص منهم في منصب متخذ قرار
  • الملفات الشخصية التي فيها صورة شخصية تحصل على فرصة مشاهدة أكثر من غيرها بأكثر من 14 مرة
  • فقط 3 ملايين شخص ينشرون محتوى أسبوعيا. وهذه يعطيي ميزة لمن يشارك بالمحتوى.
  • فقط مليون شخص نشروا مقالات على المنصة. وهذا ايضا يعطي ميزة لمن ينشر مقالات.
  • في دراسة عن عدد من يحمل مسمى مسؤول توظيف Recruiters  كان العدد أكثر من 500 ألف. وهذا يدل على اهتمام المنظمات باستخدام المنصة للاستقطاب والتوظيف.
  • أكثر من ثلاثة ملايين شخص في المملكة يستخدمون LinkedIn

أتمنى أن أكون وفقت في توضيح أهمية منصة LinkedIn . ويسعدني تقديم أي نصيحة أو ارشاد مهني للباحثين عن عمل او التطوير المهني.